سنه النبي (صلي الله عليه وسلم) حياة لنا .. خلال فعاليات تنمية مهارات المعلمين
الأحد 30-08-2020 19:06
كتبت نيفين رضا
أقامت وزارة الأوقاف اليوم الأحد 30 /8/ 2020م بمسجد النور بالعباسية اللقاء الثالث لفعاليات الدورة التدريبية المشتركة الثامنة لتنمية مهارات معلمي التربية الدينية الإسلامية ، بمحاضرة أ.د/ رمضان حسان الأستاذ بجامعة الأزهر ، وبحضور الدكتور/ أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، والدكتور/ محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم ، وبمراعاة جميع إجراءات التباعد الاجتماعي ، واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.
وذلك في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم بشأن تنمية مهارات المعلمين ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ومعالي أ.د/ طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
بَيَّن أ.د/ رمضان حسان في بداية كلمته، أن هناك سنن عبادات وسنن عادات , فسنن العبادات كصوم يوم عرفة ويوم عاشوراء , وسنن العادات تكون في المأكل والمشرب والحياة اليومية , موضحا أن الإسلام أقر كل ملبس لا يجسم الجسد ولا يظهر العورة ، فلا يجوز لأحد أن يحمل الناس جبرًا على لبس نوع معين وطريقة معينة من اللباس , وأنه لا بد أن نفرق بين سنن العبادات التي تنفذ وتؤدى كما أداها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وسنن العادات التي تخضع للتغيير والتجديد , حسب كل عصر وزمان شريطة ألا تخالف الشريعة الإسلامية.
مبينا أن هناك بعضًا من الصور والأحكام التي أطلقها النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا ورسولا , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وحاكما , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وقائدًا , فهذه الأحكام لا ننظر إليها بمنظور واحد , فمن الأحكام التي تختص بكونه حاكمًا قوله (صلى الله عليه وسلم ) : ” من أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهْيَ لَهُ” , فالأمر هنا يتعلق بكونه (صلى الله عليه وسلم) حاكمًا ينظر ما يصلح أمر رعيته ، فيكون مناط هذه الأمور للجهات المختصة من مؤسسات الدولة , في حين نرى أن المتشددين الذين لا يعرفون مفهوم هذه الأحاديث ومقاصدها قد أعطوها حكمًا واحدًا , دون النظر إلى حال النبي (صلى الله عليه وسلم) وحقيقة أمره عندما نطق بهذا الحديث , فأشاعوا بفهمهم الخاطئ القتل والسلب والفوضى , كما ذكر مثالًا آخرًا لقضية السواك حيث قوله (صلى الله عليه وسلم) :” لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ”.
فهذه القضية لها فهم خاطئ عند المتشددين , فقد أخذوا بظاهر النص فقط , وهو أن الحكم لا يتحقق إلا بِعُود السواك فقط دون غيره , ولكن نقول : إن كل وسيلة تتحقق بها نظافة الفم وتطهيره تصير في حكمه , فالفرشاة والمعجون يحققان مقصد حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الطهارة والنظافة , وهناك مثال آخر وهو نظافة الفراش في حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ، فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه” فقد تمسكوا بظاهر النص , وشددوا على أنفسهم، وهذا مخالف للمقصد الأسمى من الشريعة الإسلامية وهو السماحة والسعة والتيسير على الناس .
وفي ختام كلمته أكد سيادته أنه علينا النظر في الأحاديث النبوية بفهم مقاصدي جديد, فسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثابة الحياة لنا جميعًا , فهي مفسرة ومبينة للقرآن الكريم ، وقد أجمع العلماء على حجيتها , ولا ينكر ذلك إلا جاحد , فينبغي ألا ننظر لتصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) نظرة واحدة ، بل هناك ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا, ومنها ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره حاكمَا , ومنها ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره قائدًا للجيوش, فديننا الحنيف دين السماحة واليسر والتوسعة على الناس .