ads
رئيس التحرير

الصحة النفسية للطالب

الثلاثاء 09-02-2021 18:32

كتب : عبدالرحمن رمضان
عندما يتحول دور الأسرة من مصدر أمانٍ ، حب وطمأنينة إلى مصدر الإضطرابات، الخوف والقلق ؛ إننا أمام قضية إجتماعية شاقة؛ قضيةٌ إن لم نقفُ أمامها ونقتحمها بكامل الشجاعة فستتحول الأجيال الحالية إلى مصدر هدم للمجتمع في السنوات القليله القادمه.
مفهوم الصحة النفسيه.
يقضي معناه على الوصول لمستوى رفاهية العقل؛ وبمعنى آخر : هو عقل خالي من القل والإضطرابات وعدم الإتزان .

فإذا كنا نحن مصدر القلق والإضطرابات وعد الإتزان لآبنائنا؛ فهل نغرِس نبتة صالحه للمجتمع بإستطاعته أن يقود تقدم أمه؟ أم اننا نلقي لمجتمعنا أجيالاً تشكلُ عبئاً عليه ثم نتسائلُ لماذا لا تتقدمُ أمتنا؟

ظهر مفهوم الصحة النفسيه في بداية القرن “التاسع عشر” على يد مؤسسه “كلايفورد بيرز”.
تدرج مفهوم الصحة النفسيه إلى مصطلح “الصحة العقلية”
فارتبطت الصحة النفسيه بما يحدث ويدور داخل أذهاننا وعقولنا .
فماذا إن كنا نحن الآباء والمعلمون نغرِس في عقول أطفالنا وسائل الضعف بالنفس، القلق والخوف من القادم عبر الرسائل السلبيه التي نلقيها في عقول أبنائنا؛ إذا كنا كذلك فنحن “المربيّين” السبب الرئيسي في تلك الإنحرافات التي نشاهدها كل يوم في مجتمعنا؛ وبدل من دورنا في بناء المجتمع أصبحنا السبب الأول في ضياعه وهدمه .

نرى كل يوم أجيالاً فاقده للإتزان النفسي وللأخلاق المجتمعية؛ بالإضافة إلى زيادة أعداد المنتحرين والمقدمين على الإدمان بكافة أنواعه .

الأسرة وطن نبنيه بحدود الأمان والحب؛ فلا تسمحوا لأن تُخترق تلك الحدود وأن يهتك عدواً خارج الأسرة بصحة عقولِ ابنائكم ؛ حافظوا على زرعتكم فلا شئ يؤثر على صحتة أطفالكم أكثر من المشاكل الأسرية والخلافات الزوجيه وسوء التعامل وقلة الإحتواء؛ أنتم “الأباء والأمهات” وطنٌ لهم فكونوا أهلاً لذلك.

مع إقتراب موسم الامتحانات؛ يعيش الطالب حالة من الضغط والقلق الرهيب الذي يُشعره وكأنه يحارب وأن ذلك ليس مجرد امتحان لتقييم تحصيله الدراسي وليس لتقيم مستوى ذكائه.
يقعُ الطالب بين جانبي يُشكلوا مصدر ذلك الضغط والقلق؛
جانب الأسرة الذي لا تقبل إلا “الدرجة النهائية” فإن لم يفعل ذلك فقد أهان أسرته؛ والجانب الآخر؛ المعلم الذي ينظر لطلابه في هذا المرحلة كمشروع ودعايه لا تقبل الخسارة؛ وتكمن دعاياه أيضاً “الدرجة النهائية” بل وأنه يقيّم طلابه على هذا الأساس، فإن لم يفعل ذلك كان فاشلاً ومن هنا تبدأ الرسائل السلبيه التي يغرسها المعلم لتلامذته.
متى يؤمن المعلم بمبدأ “الفروق الذكائيه” بين كل طالب وآخر وأن المعلم عليه أن يُنمّيها هو؛ ولكن ما يحدث أن المعلم يطلب من الطالب الوصول إلى مستوى مرتفع دون حتى مد يد المساعدة له.

أكتب لكم هذا المقال ليس بصفة “الكاتب” ولكن بصفة “الأب والمعلم” وأنصح نفسي قبل أن أكون ناصحكم، إن لأبنائنا وطلابنا حقٌ علينا وليس هناك أي تبرير يجعلنا نفقدهم أغلى ما يملكون “صحتهم العقليه”؛ أطلقوا سراحهم مع مراقبتهم لأجلهم وليس لأجل التسلط عليهم؛ وثقوا بهم وغرسوا مبادئكم وتعاليمكم الطيبة دون تقصيرٍ أو تشديد؛ تقبلوا آخطائهم وعدّلوا سلوكها؛ وإن كرهتم خطأهم فلا تكرهوهم.
إن كلاً منا يستطيعُ مع مرور الوقت بأن يكون اباً او معلماً بسهوله لكن هل كلانا يرتقي لدرجة أن يكون مربياً ؟

ads

التعليقات مغلقة.