ظاهرة كورونا جعلت الصبية تتحول إلى معلمة بين عشية وضحاها.
الإثنين 22-02-2021 19:15
لم تتوقع فاليريا توريز أن تكون معلمة الحي، ولكن هذا بالضبط ما حدث مع الصبية الفنزويلية التي لم تتجاوز 16 عاماً من العمر.
بعد إغلاق المدارس في مارس /آذار 2020، بسبب تفشي وباء كوفيد 19، وجد العديد من الطلاب أن الحجر المنزلي قد قضى على فرصتهم في التعلم.
جاء أحد أبناء عم فاليريا، يطلب المساعدة منها لأداء واجباته المدرسية، ثم ظهر تلميذ آخر وسرعان ما تبعه الجيران أيضاً.
شكلت فاليريا ما يمكن وصف بفصل دراسي في منزلها في ماراكاي، بشمال وسط فنزويلا ، حيث وضعت طاولة طعام قرب الباب الأمامي للبيت مباشرةً، وهي البقعة الوحيدة في المنزل التي يصلها ضوء الشمس الطبيعي.
بطلة الواجبات الدراسية المنزلية
تقول فاليريا وهي تقوم بحل الواجبات المدرسية: “لم يستطع أبناء عمومتي أداء واجباتهم المدرسية أو فهمها، كانوا بحاجة إلى المساعدة، فساعدتهم، لكن سرعان ما بدأ المزيد من الأطفال في القدوم طلباً للمساعدة”.
تعيش فاليريا مع والدتها وشقيقها وخمسة أشخاص آخرين في منزل صغير، سقفه مصنوع من القصدير في لا بيدريرا ، وهو حي يقع على مشارف ماراكاي (100 كيلومتر غرب العاصمة كاراكاس).
يصل عدد الطلاب لديها أحياناً إلى 10 طلاب، بمن فيهم بعض زملائها في الفصل الدراسي.
وبحلول شهر كانون الأول/ديسمبر، كانت منهكة جداً: “كان هناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها، بالإضافة إلى واجباتي الروتينية، لدرجة أنني شعرت بأنني غير قادرة على الاستمرار، ولكن كان لابد لي من القيام بذلك”.
لذلك قررت فاليريا أنه من الأفضل لها تعليم هؤلاء الطلاب كل واحد على حدى.
وتشرح بقولها: “من الصعب تعليمهم جميعاً في وقت واحد، لذلك سألتهم عن موعد استحقاق واجباتهم المدرسية، وبدأت مع أولئك الذين لديهم أقرب موعد، كنت أحاول مساعدة تلميذ واحد كل يوم، وأترك وقتاً لدراستي الخاصة”.