كلمه الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سد النهضه
السبت 17-07-2021 17:41
كتب ياسر الشربينى
وجه الرئيس السيسي اول امس الخميس من استاد القاهره بعدم المساس بامن مصر خلال الاحتفال بإحدى المبادرات الاجتماعية وسط حضور من مختلف أطياف الشعب المصري، وذلك عند الحديث عن أزمة سد النهضة.
ما بين تحذير الخارج وطمأنة الداخل، تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية استغلال نهر النيل في إطار الشراكة والتنمية لكافة الدول، حيث اعتبر مراقبون أن رسائل السيسي تعتبر موجهة للخارج أكثر من الداخل المصري وخصوصاً حين وجه الدعوة مجدداً لإثيوبيا بالوصول إلى نقاط سلام وتوقيع اتفاق ملزم لملء وتشغيل سد النهضة.
وأكد السيسي خلال كلماته أن تحرك مصر في مجلس الأمن الدولي بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي جاء لوضع القضية على أجندة المجتمع الدولي، مضيفًا أن مصر طالبت باتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، مشيراً إلى أن مشاريع مصر تستهدف الحفاظ على كل نقطة مياه.
مد غصن السلام
ورأى عضو المجلس المصري لمكافحة الإرهاب العميد خالد عكاشة أن خطاب الرئيس السيسي الخاص بسد النهضة، موجه للخارج أكثر من للداخل، موضحاً أن الرئيس كان على قدر عال من الشفافية مع الرأي العام المصري، ويؤكد للمجتمع الدولي أن مصر لازالت ترفع غصن السلام والتعاون والتنمية المشتركة.
وقال عكاشة في تصريحات متلفزة، إن “هناك مغالطات من الجانب الآخر، حيث حاول تصوير مصر وكأنها تقف حجر عثرة في سبيل تحقيقهم للتنمية، لكن الرئيس اليوم فكك هذا الامر بشكل بسيط للغاية موضحاً أننا ليس لدينا ازمة على الإطلاق بالعمل مع إثيوبيا والسودان وأن يكون نهر النيل نهراَ تشاركياَ يحقق التنمية والنهضة للدول الثلاث، بشرط الحفاظ على الحقوق المصرية وألا تكون مثل هذه المشروعات أو التوجهات ماسة بحقوق مصر أوتشكل ضرراً للشعب المصري”.
وأشار الخبير الأمني إلى أن “مصر قدمت رسالة واضحة للمجتمع الدولي، وكما قال الرئيس ذهبنا إلى مجلس الامن كي نضع هذه القضية على أجندة الاهتمام الدولي، لذا فخطاب الرئيس كان لقطع أي التباس تحاول الأطراف الاخرى الترويج له”.
خطوات بديلة
فيما وضع الباحث في الشؤون السياسية أيمن معتمر في مقال له بصحيفة “الشروق” المصرية، سيناريو قد تلجأ له مصر حيال أزمة سد النهضة، وهو بناء سدود فى تنزانيا، وأوغندا، وجنوب السودان، موضحاً أنها اتفقت مع بوروندى على الإدارة المتكاملة للموارد المائية. والهدف هو مساعدة هذه الدول الوفيرة بالمياه على إنتاج الكهرباء محلياً مما ينفى الحاجة لاستيرادها من مخرجات سد النهضة، وبدون أى تأثير سلبى على تدفقات المياه إلى مصر، بل بتأثير إيجابي.
وقال معتمر “كل تقدم فى بناء تلك السدود يختصم من قدرة إثيوبيا على فتح أسواق لصادرات الكهرباء من سد النهضة. الملمح الثانى هو الخط الملاحى النهرى فيكتوريا المتوسط، الذى ينطلق من بحيرة فيكتوريا ــ أوغندا إلى جنوب السودان، فالسودان، ثم أسوان، فالبحر المتوسط. هذا الخط الملاحى يوفر منفذاً للدول الحبيسة التى لا تملك منافذ على البحر لتسهيل ربطها بحركة التجارة الأفريقية البينية، وحركة التجارة العالمية. ويمتد أثر المشروع لدول الجوار التى لا يمر خلالها نهر النيل، ويتيح لتلك الدول الوصول بريا لأقرب ميناء نهرى، والدخول فى المنظومة اللوجستية التجارية التى يوفرها. ومن مكاسب المشروع تعظيم الاستفادة من المياه المهدرة، بعد تحويل المستنقعات التى تكونت بفائض الأمطار إلى قنوات ملاحية ممهدة تنقل مليارات الأمتار المكعبة الإضافية من المياه للعديد من دول حوض النيل بما فيها مصر والسودان”.
وأوضح الكاتب أن “المشروع سيخفض تكلفة نقل البضائع من وإلى العديد من الدول الأفريقية، وبهذا قد يكسر حالة الاحتكار للخطوط الجوية الإثيوبية، التى تعد أهم ناقل لعموم أفريقيا. وهذه المشروعات قائمة على الحلول الجماعية، وليست مبنية على القرارات الأحادية مثل التى تتخذها إثيوبيا بكل تعنت”.
وأشار معتمر إلى أن “مصر تعطى فرصة للتعاون لكى يؤتى ثماره، وللتفاوض لكى تنكشف حقيقته أمام العالم، وتسقط الحجج الواهية التى تتذرع بها إثيوبيا، كفرصة أخيرة لها قبل السقوط فى هاوية التفكك. وهذا المسار يرسخ العلاقات السودانية المصرية التى شهدت تحولاً سودانياً إيجابياً لصالح مصر وضد سد النهضة منذ ثورة 2019 فى السودان