اجتياح ظاهرة غريبة في مصر تحير المجتمع بأكمله
السبت 17-07-2021 17:56
اجتاحت ظاهرة فريدة من نوعها المجتمع المصري في الأيام الماضية ، وتسمى ب (اختيار الأسماء النادرة للمواليد حديثي الولادة)
وعندما تريد معرفة معنى اسم المولود الجديد ستجده إلا عند أسرة ذلك المولود لأنهم هم من أطلقوه عليه وبالتأكيد يعرفون معنى الأسم وسبب اختيارهم له
وتتعدد الأسماء بين جنسيات عربية وغربية وغيرها من الأسماء التي تتوفر في المجتمع الإسلامي المسموح بتسميتها لملاءمتها للشريعة الإسلامية ونظيرتها في الغربية التي تلائم المجتمع الغربي ودينهم هناك
ويؤدي اختيار اسم المولود لأسرة ما إلى خلافات أحيانا بين أهل الزوج والزوجة نظرا لأن كلا منهما له وجهة نظر أخرى يعتقد أنها الأنسب والأصح وبحجة أحيانا تصل إلى كبر سنهم وخبرتهم الكبيرة في الحياة ونظرتهم لأبنائهم المتزوجين حديثا على أنهم عديمي الخبرة الحياتية الكبيرة
وانتشرت أسماء غريبة في مصر في الأونة الأخيرة ، وهي (نيجار- رادة – آيسل – جوان – سجى – سوسنه – كنزي – لمار- لوسندا – ليان – ميرولا – نورسين – وتر – روديكان – لارين – ألتكا – رانسي – رينال.. وغيرها) ، وهي أسماء للإناث ، وأسماء للذكور ،وهي (إفراج – راسل – نوفير- جوناثان – ساري – قطب – بافلي – سادن – سطام – باهي – إيمار- أيهم – بكير- بيجاد..وغيرها)
وتبعد هذه الأسماء بعدا كليا عن ثقافة المجتمع المصري ، وأصحبت التنافسية بين أسر الزوج والزوجة على اختيار الاسم الذي يروق لكل منهما مع شريطة عدم اختيار اسم مكرر ومنتشر في المجتمع ووصولهم للتميز عن الاخرين حسب اعتقاد أسر الزوجين
ووضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها المصرية هالة منصور عن معايير اختيار الاسم للمولود الجديد ، فالاسم له مجموعة متغيرات وبعد اجتماعي وتختلف حسب طبقات المجتمع وخصوصا المجتمع المصري ، فالطبقات العليا تختار اسما ينتمي لها نظرا لصفاتها المختلفة عن الطبقات الأخرى كالطبقة الوسطى والأدنى ، فينتشر الإسم حتى تتبناه الطبقات الأخرى وتطلقه على مواليدها ، وهناك نوع اّخر من الطبقات العليا مختلف عن سابقتها وهي طبقة تختار مجموعة معينة من الأسماء كالقديمة مثلا سعيا منها لتكون مميزة عن غيرها من الطبقات ولا حرج عندها في اختيار اسماء أجنبية ، وتتابع المعايير بالنسبة للطبقات المتوسطة والأدنى التي تغير بعض الأسماء التي تختارها سيرا على حذو الطبقات العليا
وأوضحت الجامعة نفسها أن غالبية الأسر تبحث عن أسماء لم تسمى من قبل ، ولكن يختلف الأمر عند الطبقات البسيطة والشعبية التي تختار أسماء معتادة عكس الأسر التي تختار اسماء تنتمي لشخصيات مميزة أو مشابهة لاسماء مواليد الطبقة العليا حذوا على طريق الاقتراب من مستواها
وتابعت الأستاذة هالة منصور توضيحها للأمر بوجود علاقة بين اختيار اسماء المواليد ومستوى الأسرة ، فكلما ازداد مستوى التعليم والثقافة والحياة الناجحة ، يزداد معها سعي الاّباء في جعل أنفسهم مميزين عن غيرهم ، فتلك علاقة طردية بين الأمرين ، ويوجد نوع اّخر من الأسر يحب اختيار اسم جاذب للأنظار ولافت للانتباه أي اسم غير مألوف أو له جذر غير عربي مثلا
ووضحت دار الإفتاء المصرية رأي الدين الإسلامي في ذلك ، بأن الإسلام وصى الاّباء باختيار اسم يكون حسنا وصالحا للمولود الجديد شريطة ألا يكون مصدرا للمعايرة أو الاستهزاء وما شابه ذلك ، ووصى الإسلام أيضا باختيار الأسماء المألوفة بين الناس ، معنى ذلك حسب رأي الدين الإسلامي بأن ديننا الشريف يميل للأسماء التي يحبه الله ورسوله وتجيزه الشريعة الإسلامية ولا يخالف تعاليم الإسلام ولا يدل على معنى مكروه في الدين الإسلامي
فهناك شروط كثيرة لاختيار الإسم للمولود حسب الشريعة الإسلامية ،ومنها أن يكون عربيا ودخيلا على لسان العرب ، وأن يكون حسن في المبنى والمعنى لغة ومصطلحا وشرعا ، وذكر الإمام الطبري في تفسيره رحمه الله (لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له، ولا باسم معناه السب، ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص، ولا يقصد بها حقيقة الصفة ، لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم ، فيظن أنه صفة للمسمى ، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يحول الاسم إلى ما إذا دعى به صاحبه كان صدقاً) ، وتابع الإمام قائلا (وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أسماء) ، وينم قول الإمام الطبري عن وضح لا غبار فيه عن ما يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن اختيار الاسم الصحيح الذي لا يحتوي على معنى مهين ومسيء لصاحبه ، وكان سيد الأنام (صلى الله عليه وسلم) يغير عدة أسماء في حالة كان صاحب الإسم صادقا أو به معنى صالحا خيرا.