تعتبر السباحة من أهم الرياضات المهمة والمفيدة لجسم الإنسان وعقله ونفسه وذهنه ، فهي التي وصى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بقوله (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) ، ولما لا طالما تعتمد على تنشيط جسم الإنسان وتحسين الجهاز التنفسي والهضمي وجميع أجهزة الجسم البشري ، ونظرا لإلغاء قيود فيروس كورونا في بعض الدول العالمية ، فإن الناس بدأت تخرج من عزلتها وتعيش حياتها على أمل العودة إلى سابق عهدها من التفاؤل والأمل.

فمن فوائد السباحة أنها تحسن مزاج الإنسان عن طريق تحفيز إنتاج هرمونات الإندورفين والدوبامين والسيروتونين ، وذلك حسب دراسة من شبكة (سي إن إن) الأمريكية ، وأجريت دراسة سنة 2016 التي جمعت بيانات من ثلاثة وعشرين بحثا سابقا مفادها أن للسباحة خصوصا دور فعال كدور مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي على الصحة العقلية ، وأن للسباحة تؤدي لتغييرات هامة في الدماغ وخصوصا في البنية الدماغية البدائية والتي تسمى ب(الحُصين) ، والمشاركة بشكل كبير في تكوين الذاكرة وتنظيم العواطف.

وهناك دراسات أخرى وضحت أهمية تلك التمارين المنتظمة كالجري والسباحة تساعد في تقليل الإلتهاب وتعزز نمو الأعصاب في البنية الدماغية البدائية والمعروفة بالحُصين ، وتترك اّثارا إيجابية على المزاج والذاكرة البشرية وتقف سدا منيعا أمام الاكتئاب واضطرابات المزاج.

وأوضحت دراسة أخرى نشرتها مجلة (جاما) العلمية بأن المواطن الأمريكي خلال الجائحة الحالية اكتسب ما يقارب 7 أرطال أي ما يعادل 3 كيلو جرامات ، وحلل الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية دانيال ليبرمان المتخصص في علم الأحياء التطوري البشري ذلك بقلقه من تأثير كورونا على الصحة على المدى الطويل ، وتابع توضيحه بأن تلك الأرطال الإضافية التي اكتسبها الانسان في الجائحة الحالية ناتجة عن قلة النشاط البدني واتباع نظام غذائي غير صحي.

وتطرق ليبرمان للحديث عن أهمية السباحة لجسم الإنسان التي يعتبرها مفيدة في تقوية العضلات وحرق الدهون ، وأشار إلى تخطي معدلات الحرق الناتجة عن السباحة لنظيرتها في الجري بسبعة أضعاف ، ووضح ليبرمان الجوانب المفيدة الأخرى من السباحة كالقيام بها أفقيا مما يزيد عودة الدم إلى القلب من خلال الجهاز الوريدي ، وتابع ليبرمان توضيحه بأن السباحة تختلف بشدة عن الرياضات الأخرى نظرا لاعتمادها على التحكم في النفس ، ويؤدي ذلك لتحسن الرئة وادائها في جسم الإنسان وزيادة سعتها مع مرور الوقت.