صرخات أطفال من تحت أنقاض زلزال سوريا وتركيا.. منهم من خرج من رحم أمه ومنهم من لقى حتفه.. وطفل يسأل: “ماذا يحدث؟” ليرد عليه منقذه: “لم يحدث شيء.. أنت بطل”.. و”اللهم لا تبتلينا فى أولادنا ولا ترينا فيهم سوءا”
الثلاثاء 07-02-2023 19:30
“اللَّهمَّ إنِّى أسألُكَ العفوَ والعافيةَ فى الدُّنيا والآخرةِ”… “اللهم لا تبتلينا فى أولادنا ولا ترينا فيهم سوءا”… مشاهد موجعة للقلب… وصرخات لفلذات الأكباد الذين لا حول ولا قوة لهم، إلا من عناية ورحمة المولى عز وجل… ولا يملك أمامها الرجال والنساء إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة، وسؤاله العفو والعافية.
لم يتوقف سيل المشاهد المؤلمة على مواقع التواصل منذ وقوع الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا أمس الاثنين وأسفر عن 5000 قتيل على الأقل حتى الآن.
ومن بين المقاطع المفجعة ما نشره حساب “فرانس برس” بالعربية لعملية انتشال جثث فى بلدة جنديرس السورية الحدودية مع تركيا.
وأظهرت المشاهد سوريين مفجوعين بصغارهم وآباء يسمعون استغاثات أفراد عائلاتهم من تحت الركام الناجم عن الزلزال المدمّر.
وفيما قال أحدهم مستغيثا طالبا المساعدة: “نسمع أصواتا، لا يزالون أحياء لكن ليس هناك من يخرجهم”. وأضاف آخر “انكسر ضهرنا… لا أب ولا أم”.
وتداول مستخدمو التواصل الاجتماعى فيديو لرجل سورى، وهو يركض بسرعة وبين ذراعيه طفل رضيع، والذى يبدو عليه أنه حديث الولادة، وكان يركض بسرعة لينقذه من برودة الجو ويبحث عن غطاء له، ولا تمر إلا ساعات قليلة ويتداول مستخدمو التواصل الاجتماعى صورة الرضيع، موضحين أن والدته قد توفيت بعد ولادته وتركته وحيدًا لـ مواجهة العالم، وذلك فى بلدة جندرس شمال غرب حلب فى سوريا.
وفى الأثناء، يتصدر كل من الأم والرضيع تريند فيسبوك، حيث انتشر الفيديو بسرعة البرق بين مستخدمى فيسبوك، وحاز الفيديو على تعاطف كبير بين مستخدمى فيس بوك من جميع أنحاء الوطن العربى، معبرين عن حزنهم وأسفهم لهذا الحدث المؤسف الذى تعرضت له سوريا فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها.
وتفاعل عدد كبير من مستخدمى فيسبوك مع الفيديو، حيث حصد الفيديو على آلاف التعليقات، التى تدعو بالرحمة للأم، وتدعو الله بأن يحفظ الطفل الرضيع وينجيه.
وفى سياق ذلك، انتشر فى صباح اليوم فيديو لشاب تحت الأنقاض وهو يستغيث لإنقاذه من تحتها، وأيضًا فيديو لأحد الآباء فى سوريا وهو يلقن ولده الشهادة أثناء الزلزال، وغيرها من الفيديوهات التى يتم فيها إنقاذ أطفال من تحت الأنقاض بعد أن رعاهم الله وحفظهم من هذه الفاجعة دون أى ضرر.
وبثت وسائل إعلام تركية، مقطع فيديو يُوثق تصرفا إنسانيا من أحد رجال الإنقاذ بعد انتشاله طفلا قضى ساعات طويلة محاصرا تحت أنقاض أحد العقارات المنهارة بفعل الزلزال المدمر.
وأظهر مقطع الفيديو، لحظة إنقاذ الطفل، الذين تبين أنه بحالة صحية جيدة، على الأقل وفقا للحالة التى شوهد عليها فور إنقاذه.
ولوحظ أن رجل الإنقاذ احتضن الطفل وأخذ يداعبه، فيما بكى الطفل قائلا: “ماذا يحدث؟”، فى إشارة إلى أنها لم يعِ ما حدث من ساعات صعبة عاشتها تركيا بأسرها على إثر الزلزال.
وحرص رجل الإنقاذ على طمأنة الطفل قائلا له “لم يحدث شيء.. أنت بطل”.
وفى بارقة تبعث على الأمل، تمكنت فرق الدفاع المدنى السورية من إنقاذ عدد من المدنيين بعد مرور ساعات طويلة على احتجازهم تحت الأنقاض.
ونشر الدفاع المدنى عبر معرفاته اليوم الثلاثاء تسجيلًا يوثّق سحب طفل ووالدته من تحت أنقاض بناء تحول إلى حطام.
وأظهر التسجيل عملية إخراج الطفل سالمًا بصحة جيدة ونقله إلى سيارة إسعاف تمهيدًا لنقله إلى أحد المشافى للاطمئنان على حالته.
وعلق الدفاع على المنشور “لحظات تبعث الأمل خلال إنقاذ طفل ووالدته بعد أكثر من 20 ساعة قضوها تحت الأنقاض فى سرمدا فى ريف إدلب الشمالي”.
وأضاف أن النجاة كُتبت لهم للمرة الثانية بعد تهجيرهم من حمص، مشيرًا إلى أن العائلة فقدت ثلاثة أطفال.
وفى السياق، أنقذت فرق البحث فى ولاية غازى عنتاب جنوب تركيا، أمًا وابنتها من تحت أنقاض المبانى المنهارة بعد مرور 30 ساعة على وقوع الزلزال، وفقًا لوكالة «الأناضول”.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم نقل الأم وابنتها إلى مستشفى قريب، إثر إنقاذهما من تحت أنقاض مبنى مكون من 6 طوابق.
كما أنقذت الفرق أمًا ورضيعها بعد 29 ساعة قضياها تحت الأنقاض فى ولاية هطاى، بحسب الوكالة.
وفى منطقة نزيب بولاية غازى عنتاب، تم إنقاذ أسرة مكونة من أم و3 أطفال بعد بقائهم 28 ساعة تحت المبنى المدمر.
وانتشل رجال إنقاذ الطفل محمد روزغار ابن الـ5 سنوات من تحت أنقاض مبنى مدمر فى هاتاى تركيا (وفقا لرويترز).
ووثّقت مجموعة من المقاطع المصوّرة لحظات عصيبة خلال عمليات الإنقاذ، وكشفت كل منها عن قصة مؤلمة لن تمحى من الذاكرة.
ونشر حساب قناة “تى آر تى هابر” (TRT Haber) التركية مقطع فيديو يظهر تمكّن رجال الإنقاذ من انتشال طفل من تحت الأنقاض فى مدينة ملاطية، وفى حين ردد شخص “بسم الله الرحمن الرحيم”، طبع آخر قبلة على خدّ الطفل الناجى من الموت تعبيرا عن سعادته ببقائه حيا.
وفى مشهد آخر، وبينما تُسمع أصوات الصراخ والبكاء ونداءات الاستغاثة، حافظت فتاة صغيرة على هدوئها تحت الأنقاض، وكانت تجيب عن أسئلة أحد المسعفين الذى يحاول إنقاذها.
ونشر حساب وكالة الأناضول على تويتر مقطع فيديو يوثق عملية إنقاذ الفتاة هوليا إرم إيستر (17 عاما) من تحت الأنقاض بولاية كهرمان مرعش التركية، ويبدو أن الفتاة أصيبت بكسور بليغة، فقد كانت تصرخ وتبكى من الألم الشديد.
ونشرت وسائل إعلام تركية مقاطع فيديو من عملية إنقاذ 4 أشخاص أحياء فى كهرمان مرعش بعد 27 ساعة من الزلزال الذى ضرب تركيا، واحتفى نشطاء ومنصات محلية بالمقاطع المتداولة ووصفوها بـ”البشرى السارة من حطام الزلزال”، و”المعجزة”.
كما وثقت وكالة الأناضول عملية إنقاذ فتاة من حطام مبنى سكنى مكون من 7 طوابق بعد 27 ساعة من وقوع الزلزال المدمر.
ووثّق ناشطون سوريون استمرار عمليات انتشال الضحايا وإنقاذ العالقين تحت أنقاض المنازل فى بلدات الشمال السورى مع حلول ساعات المساء وسط مناشدات بتوفير معدات إنقاذ ثقيلة.
وترصد المشاهد عمليات الإنقاذ الليلى التى تتم فيها إضاءة الركام بوسائل إضاءة بسيطة، وسط المساعى الحثيثة لإنقاذ العالقين وانتشال الضحايا.
وبثّ الدفاع المدنى السورى صباح اليوم الثلاثاء مقطع فيديو يوثّق عملية إنقاذ طفل ووالدته بعد أكثر من 20 ساعة قضوها تحت الأنقاض فى سرمدا بريف إدلب الشمالى (شمالى سوريا).
وحسب الفيديو، فقد ظهر متطوعون يسحبون الطفل من تحت الأنقاض خلال ساعات المساء، وسط تكبير الحاضرين.
وتحت زخات المطر، تمكّن فريق الدفاع المدنى السورى من إنقاذ طفلة من تحت الأنقاض، وعائلة حوصرت فى الطابق الثالث من منزلها بعد انهيار أجزاء منه.
كما تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعى بألم وحزن كبيرين مع صورة متداولة تظهر وفاة أب سورى إلى جانب ابنه وهما يحتضنان بعضهم، تحت ركام المبانى المنهارة جراء الزلزال المدمر.
وذكر نشطاء سوريون أن الصورة المتداولة تعود لأب سورى وابنه فى مدينة جنديرس بريف حلب (شمالى سوريا)، وفارقا الحياة معا إثر سقوط بناية عليهما، واصفين اللقطة “بالعناق الأخير.
ورغم القصص المأساوية التى خلفها الزلزال المدمر فى كل من سوريا وتركيا، إلا أن هناك مقاطع مصورة تحمل حياة جديدة لأجساد صغيرة غطاها الركام.
فقد أظهر مقطع فيديو لحظة انتشال طفلة على قيد الحياة من بين الأنقاض فى منطقة جندريس بريف حلب بعد الزلزال المدمر.
وكان رجال الإنقاذ يحاولون إخراج الصغيرة التى كان جسدها بين الأنقاض، وخاطبها أحدهم وهو يقول لها “يا عمو نور.. حاكى للبابا.. البابا هون”. الأمر الذى تفاعلت معه الطفلة ودفعها لأن تتحرك وتنظر إلى والدها والتراب يغطى وجهها.
من جانبه، أكد مسؤول إقليمى لليونسيف فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمار عمار، أن زلزال تركيا وسوريا تسبب فى قتل آلاف الأطفال.
وأضاف فى تصريحات لـ العربية اليوم الثلاثاء، أن الظروف الجوية الصعبة تعقد مهمة إنقاذ الأطفال والأهالي.
كما أوضح أن الاحتياجات الإنسانية بسبب الزلزال كبيرة، مؤكدًا على ضرورة توفر مساندة دولية.
ومن جهته، أفاد جيمس إلدر، المتحدث باسم يونيسف فى مؤتمر صحفى فى جنيف، بأن الزلزال والهزات الارتدادية التى أعقبته ودمرت عشرات المبانى فى تركيا وسوريا، ربما أودت بحياة آلاف الأطفال.
وقال أن “الهزات التى ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا فى وقت مبكر من صباح أمس ربما قتلت آلاف الأطفال”، وفق ما نقلت رويترز.
وأضاف أن المنظمة لم تتمكن من تحديد حصيلة القتلى من الأطفال.
فى سياق متصل، قال مسؤولون كبار من منظمة الصحة العالمية اليوم أن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الزلزال القوى، الذى أودى بحياة الآلاف هناك وفى جنوب تركيا.
وذكرت أديلهيد مارشانج، كبيرة مسؤولى الطوارئ فى المنظمة، أن تركيا لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة لكن الاحتياجات الأساسية التى لن تُلبى على المدى القريب والمتوسط ستكون فى سوريا التى تعانى بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات، بسبب الحرب الأهلية وتفشى الكوليرا.
كذلك قالت أن نحو 23 مليون شخص، من بينهم 1.4 مليون طفل، من المرجح أن يتعرضوا للخطر فى كلا البلدين بعد الزلزال وتوابعه التى حولت آلاف المبانى إلى أنقاض.