حلم المدينه الفاضله في هذة الأوقات العصيبة ( وبشر الصابرين )
الخميس 25-05-2023 13:04
تحقيق وبحث وكتابة : أسماء شوكة
قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157] .
أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها محنة، لحصل الاختلاط الذي هو فساد، وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة المحن، لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان، ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} من الأعداء. {وَالْجُوعِ} أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك. {وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ} وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق، وضياع، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة، وقطاع الطريق وغير ذلك. {وَالأنْفُسِ} أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه، {وَالثَّمَرَاتِ} أي: الحبوب، وثمار النخيل، والأشجار كلها، والخضر ببرد، أو برد، أو حرق، أو آفة سماوية، من جراد ونحوه. فهذه الأمور، لا بد أن تقع، لأن العليم الخبير، أخبر بها، فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع، حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان. وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط، قولا وفعلا واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه، لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
لنكن اكثر تسامح مع أنفسنا و رحمه و رفق بأرواحنا . فمهما أشتدت علينا صعاب الدنيا و عانينا من نفوس البشر المشوهه داخليا
وقتها ننزع عن أعيينا و قلوبنا أى شائبه ملوثه تنتهك فطرتنا التى خلقنا بها رب العالمين جل و علا.
نلون جدار هياكلنا من الداخل و ننقي نفوسنا من الخارج بالحب و التسامح و الرحمه كى ننعم بسعاده لا يشعر بها إلا كل نفس أستنارات بقربه و نوره .
نحن من ننزع أى ألم قوى بداخلنا بقوة الروح المفعمه باليقين فهو وحده رب كل شيء و مليكه
النجاح و ألانتصار بدعمه لقلوبنا بالنور و الايمان فقط لذاته
فالقوه منه و القلوب القويه الجريئه هى وحدها العامره بحبه وحده و إبتغاء مرضاته .
تستحق عظمته و جلاله ان نراه بأنفسنا اولا كى نجده دائما حولنا .
إن القوه الداخليه للأنسان تقاس بمدى تحمله للآلم و المشاق دعموا نفوسكم بقربه تقوي قلوبكم و تنتصر أرواحكم عوده لكل جميل هو وحده رب الجمال و الحب لنحيا جميعا بنوره و عشقه لتحيا مكارم الاخلاق و شيم الكرام .