عائدون ……
الثلاثاء 26-09-2023 15:49
بقلم / مصطفي بكير
ونحن على أعتاب الذكري الخمسين لإنتصارات أكتوبر المجيدة ، الأنتصار الأعظم فى القرن الماضي .
حدثني والدي كثيراً وهو جندي من أبطال حرب أكتوبر أن قادة العدو قد صرحوا علناً أن عليهم أن ينتظروا خمسين عاماً حتي ينتهي هذا الجيل الذي تلاعب بهم وهدم أسطورتهم .
وطوال هذه المدة من الانتظار لم يكن انتظاراً ساكناً ، بل حاولوا قدر إستطاعتهم أن يعبثوا بالأجيال التالية وهم يدركون أن مصر هي عمود المنطقة وانه ليس لهم قائمه إلا بالقضاء عليها او حتي ان تترك كالجسد المريض الذى تنهكه المشاكل فلا يستطيع ان يفيق مرة اخرى .
ولذلك عشت مؤمناً ان الشباب هو قضية أمن قومي .
وكلما شردت بعقلي وعصفت بذهني الأفكار أرى دائماً ان إعداد الشباب وتأهيله هو القضية التى يجب أن تحوذ على اهتمامنا أكثر من مجرد التشدق بكلمات وشعارات مثل (تمكين الشباب) فهناك مجموعة من الأكليشيهات التي تتردد منذ فترة مثل تمكين الشباب والمرأة وغيرهم من الفئات التي يحاول البعض أن يقنعنا أنهم مهمشون فى المجتمع .
ورغم ان قناعتى ان العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ، ولكنى أرى أن تأهيل الشباب وتجهيز كوادر حقيقية هو الأمل ومن هنا أتساءل من المسئول عن إخراج جيل جديد يستطيع أن يكمل مسيرة جيل أكتوبر فى ظل العولمة ومحاولة طمس الهوية والقضاء على القيم وتقزيم الرموز وإستبدالهم برموز جديدة صنعت من ورق ، ومحاولة إظهار نموذج غربى جديد على انه نموذج النجاح .
أتصور أن وزارة الشباب والرياضة تتحمل النصيب الأكبر عندما نريد أن نحاسب ونجاوب أين شبابنا اليوم ؟؟
وعندما نقيم عمل وزارة الشباب اليوم فعلينا أن نضع معايير علمية للتقييم .
أرى من يقيم أداء وزارة الشباب بفكر وأداء الوزير وأجد من يقيم الوزير بمعايير مختلفة منها عدم وصول منتخب مصر لكأس العالم أو عدم الفوز بكأس أفريقيا أو هروب بعض لاعبينا الدوليين من مختلف اللعبات مثل الاسكواش والمصارعة وغيرهم وحصولهم على جنسيات أجنبية أو التراجع فى جميع الألعاب حتى أمام الدول العربية الشقيقة ، ولكني أرى أنه عند التقييم الحقيقي لما تقدمه وزارة الشباب يجب أن تكون هناك رؤية حقيقية للنهوض من كل العثرات ويستحضرنى هنا أن مصر تمتلك أكثر من 4 ألاف مركز شباب ويتساءل البعض كيف تتم إدارتهم ؟؟ ، أجيبكم أنا تتم إدارتهم من خلال ادارات مركزية ويتبعها مديريات فى كل المحافظات ومن ثم ادارات فرعية ، ويتساءل الناس ماذا تقدم هذه الجهات وكيف يتم اختيار مسؤليها وكيف تتم محاسبتهم ؟؟
والحقيقة أن اختيار المسئول فى كثير من الأحيان يكون طبقاً للهوى وعلى حسب واسطته وعلاقاته ببعض الجهات صانعة القرار وأصبح المتعارف عليه أو دستور الفشل كما يبدو هو إبعاد الناجح وقتل المواهب والكوادر والقضاء والتخلص نهائياً من أصحاب الشعبية والجماهيرية والرؤية وحب الناس.
والغريب أنى أرى محاولات مستميته للقضاء على هذه المراكز ومحاولة تحويلها إلى أماكن تدر دخل مالى فقط قبل أن تدر شباب وأفكار وطاقات .
كيف أبنى كوادر شبابية من خلال لوائح معيبه ، فى البداية عرفنا ان الشباب يتعلم من خلال الممارسة والاحتكاك بالقيادات فكانت لوائح مراكز الشباب ان يكون لها مجالس ادارات ويتم ضم عنصرين من الشباب لكي يأخذوا الخبرات ، وفجأة تحولت اللوائح لأن تكون الأغلبية التصويتية للشباب دون ضوابط ملزمة مما أفقد القيادات من الكبار قدرتهم على اتخاذ القرارات واصبحوا فى مواجهه وصدامات مستمرة مع من لا يملك الخبرة بعد ، وبدلاً من ان يتم دعم التجربة الديموقراطية ، ظهرت رغبة ملحة من وزارة الشباب إلى إلغاء الانتخابات فى بعض مراكز الشباب الناجحة وتحويلها إلى ما يسمى مراكز تنمية شبابية ، ويتساءل البعض عن مدى النفع الذى يعود على الدولة وعلى الشباب ؟؟
وأجيب عليكم هناك رغبة أن تكون مجالس الادارات بالتعيين وأن يتم إلغاء إرادة الجمعيات العمومية وأن يكون الاختيار والتغيير بيد الوزير حتى يضرب ويطيح وقتما شاء بمن شاء اذا لم ينفذ توجيهاته وأن تتحول مراكز الشباب إلى ما يشبه الأندية من حيث غلاء الاشتراكات واعطاء المراكز لمستثمرين بما يدر دخل للوزارة ويكون هنا المال فى مواجهه الهدف الرئيسي الذى أنشئت من أجله مراكز الشباب.
ونأتى لعدد لا نهائي من الأسئلة ؟؟
كيف تزيد الأسعار وتصعب مشاركة الشباب في الرياضات المختلفة ونتركهم فريسة للشارع خاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية العالمية الطاحنة .
أردت فقط أن أدق ناقوس الخطر وأن أحذر .
إذا لم يستطع الشباب المشاركة الفعلية والحقيقية فسيلتهمهم العدو من خلال الغزو الثقافى الذى يريد أن يقضى على ما تبقى من جيل أكتوبر .