أسرار تعرفينها للمرة الأولى عن نوبات الإغماء.. وكيف تُنقذين نفسكِ؟
الإثنين 28-10-2019 17:06
ربما تعرضت في السابق لنوبة إغماء بعد شعورك بدوار، تشوش بالرؤية، طنين بالأذن ومن ثم استفقت على الأرض وأنت تحدّقين النظر لأعلى، وهي النوبة التي يمكن أن تحدث بسبب عدة عوامل، أبرزها عدم وصول الدم بقدر كاف إلى الدماغ.
وعلَّق على ذلك باحثون بقولهم إن ضغط الدم الكافي أمر ضروري بغية إيصال الدم – ومن ثم الأكسجين – لكل الأنسجة في الجسم، موضحين أن الدماغ يعتمد بشكل خاص على وجود ضغط دم كاف للتغلب على الجاذبية والنجاح في دفع الدم إلى الرأس.
وأكثر أسباب حدوث نوبات الإغماء شيوعًا إلى الآن هو حدوث انخفاض بضغط الدم نظرًا لحدوث استجابة وعائية مبهمية بشكل قوي، وسمي رد الفعل المنعكس هذا باسم العصب المبهم، الذي يمتد من الدماغ إلى القلب، الرئتين والجهاز الهضمي، وتتمثل مهمة “العصب المبهم” في تنظيم الجهاز العصبي اللاودي الخاص بالإنسان.
واتضح أن القيام بسلوكيات من بينها أخذ النفس بعمق وبطء أثناء ممارسة رياضة اليوغا، أمر يساعد على زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاودي؛ وهو ما يؤدي لإبطاء معدل نبض القلب، ويقود بالتبعية إلى حالة أكثر استرخاءً، وبينما يعتبر الاسترخاء شيئًا جيدًا، فإنه يجب الانتباه لمسألة إبطاء معدل نبض القلب بصورة زائدة عن اللزوم؛ لأن ذلك أمر غير مستحب، وقد يتسبب في فقدان الوعي لفترة وجيزة، والأصح أن يتم ضبط معدل نبض القلب للمساهمة في تحسين ضغط الدم الكلي.
وبالنسبة للقسم الثاني من الجهاز العصبي والذي يطلق عليه الجهاز العصبي الودي، فهو المسؤول عن ردة الفعل المتعلقة إما بالانسحاب أو بالمواجهة، وهي عكس وظيفة الجهاز العصبي اللاودي، ويعنى الجهاز العصبي الودي بالتأكد من حفاظ الأوعية الدموية الصغيرة في أنسجة الجسم على مستوى أساسي من الانقباض، حيث تعمل تلك المقاومة مع تدفق الدم في كافة أوعية الدم الضيقة بالجسم على المساهمة في توفير ضغط دم كاف للنظام بأكمله، مع العلم أن حدوث زيادة بنشاط الجهاز العصبي اللاودي يحد من تلك المقاومة، وهو ما يسمح للدم بالتريث والبقاء في الأنسجة المحيطية بدلاً من التوجه إلى القلب والدماغ، كما أن نقص المقاومة، إلى جانب انخفاض معدل نبض القلب، يؤديان لانخفاض كبير بضغط الدم.
وبينما تبدو الأسباب الجسدية للإغماء منطقية، فإن هناك أيضًا بعض العوامل النفسية كذلك، مثلما يحدث عند إصابة أحدهم بالإغماء فور مشاهدة منظر دماء، فما الذي يحدث له يمكن أن يؤدي إلى هذه الاستجابة المبهمية مفرطة النشاط؟.
يقول الباحثون إنه حين يشعر الجسم بتوتر أولي، كرؤية دم، فيؤدي ذلك لاستجابة مليئة بالخوف تُزيد نشاط الجهاز العصبي الودي، ومعها يزداد معدل ضربات القلب، ويعوض الجسم ذلك بشكل منعكس عبر زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاودي لإبطاء معدل ضربات القلب وإرجاعها مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي، لكن إذا أفرط الجهاز العصبي اللاودي في التعويض وخفَّض معدل ضربات القلب بشكل كبير، فقد ينخفض ضغط الدم بشكل كبير ويقل الأكسجين الواصل للدماغ ومن ثم يحدث فقدان الوعي.
وأياً كان سبب حدوث نوبة الإغماء، فعادة ما يكون فقدان الوعي قصيرًا؛ إذ سرعان ما يعود معظم الناس لوعيهم عقب السقوط على الأرض أو حتى الهبوط على كرسي.
وشدَّد الباحثون في هذا الإطار على أن الإغماء يوفر وقاية للجسم، فبمجرد أن يحدث، لا يكون هناك تحدي جاذبية في توصيل الدم للدماغ، حيث يصير وقتها بنفس المستوى الموجود في عضلة القلب، وحال حدث نزيف أو فقدان للدم، فإن الاستلقاء واتخاذ وضعية بلا حراك أمر قد يحفظ الدم ويقلل التعرض لمزيد من الإصابات.
وينصح الباحثون باتباع بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في منع نوبات الإغماء:
– اتخاذ وضعية الاستلقاء، فعند الشعور بدوار وقرب الدخول في نوبة إغماء، ينصح بثني الركبتين أو رفع الساقين لتسهيل تدفق الدم إلى الدماغ.
– تقليص عضلات الذراعين والساقين للمساعدة في نقل الدم مرة أخرى للقلب والدماغ.
– التأكد من شرب قدر كاف من المياه للحفاظ على ما يكفي من حجم الدم الكلي.