صرخة أولياء أمور الصم وضعاف السمع بزفتي : يا وزير التعليم أنقذ أولادنا من التسرب من التعليم
الخميس 20-02-2020 09:52
جمهورية زفتي– إبراهيم ضوه
يوجد حوالي 4 مليون شخص يعانون من الإعاقة السمعية في مصر ، أي بنسبة حوالي 4 % من إجمالي السكان بحسب إحصائيات المجلس القومي لشئون الإعاقة . والتي يرجعها أهل التخصص والطب إلي العديد من من الأسباب والعوامل ، منها : أسباب وراثية وزواج الأقارب و الضوضاء المنتشرة في مجتمعاتنا وتناول الأدوية بدون إشراف طبي أثناء فترة الحمل ومشاكل الولادة .. الخ . وعلي الرغم من اهتمام كافة أجهزة الدولة والقيادة السياسية بقضايا وحقوق المعاقين حتي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق علي عام 2018 عام ذوي الإعاقة ، وأبدي ولايزال اهتماماً بالغاً بهذه الفئة من المواطنين ؛ علي الرغم من ذلك فإن مديرية التربية والتعليم بالغربية تهمل أبناءها وأبناءنا من الصم وضعاف السمع . ويكفي أن نعلم أنه لا يوجد مدرسة مستقلة للصم وضعاف السمع علي مستوي مركز ومدينة زفتي بأكمله رغم اتساعها وزيادة عدد سكانها !!!
وفي لقائها – اللواء الإسلامي – ببعض الطلاب من أصحاب الإعاقة السمعية وذويهم أعربوا جميعهم عن رغبتهم في أن تكون لأبنائهم مدرسة واحدة تجمعهم وتشمل المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية وتكون مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية الملائمة لهم .
في البداية تقول عيشه أبو زيد والدة الطالبين الأصمين محمد عبد العزيز زيدان بالصف الثالث الإعدادي وزياد عبد العزيز زيدان بالصف الثاني الابتدائي : زفتي مدينة كبيرة وتاريخية وليست أقل من جارتها مدينة السنطة التي يوجد بها مدرسة مستقلة ومجهزة للصم وضعاف السمع بينما في زفتي تم تخصيص عدد محدود من الفصول ضمن مبني واحد يحتوي علي ثلاثة مدارس هي : مدرسة مؤسسة ناصر الابتدائية ( أسوياء ) و مدرسة الشهيد النبوي الابتدائية ( أسوياء ) ومدرسة الأمل للصم وضعاف السمع ( ابتدائي وإعدادي ) . وأولادنا يعانون من مضايقات أقرانهم من الأسوياء في المدرستين المتجاورتين لأن الفناء مشترك بينهم ولا توجد أي فواصل بين المدارس الثلاثة ، حتي أن أولادنا من الصم لا يستطيعون ممارسة أنشطتهم الطلابية بحرية ولا يستطيعون نزول الفناء في الفسحة ويؤدون الطابور في الطرقات أمام الفصول !
وتضيف كوكب خالد السيد والدة الطالب سيف السيد محمد عبد اللطيف بالصف الثاني الابتدائي : يتعلم أولادنا في فصول ملحقة علي مدرسة مؤسسة ناصر ، وتقتصر علي المرحلتين الابتدائية والإعدادية ولا تشمل المرحلة الثانوية ، ونريد – رحمة بنا وبأولادنا – مدرسة مستقلة بهم تشمل المراحل الثلاثة .
أما جيهان حسن عبد السميع والدة الشقيقين كريم صلاح الشيخ بالصف الأول الابتدائي و أحمد صلاح الشيخ بالصف الثاني الإعدادي فتقول : نحن نعاني مع أولادنا بسسب إعاقتهم ، ونعاني أكثر من إهمال مديرية التربية والتعليم لهم وعدم استجابتها لمطالباتنا المتكررة بتخصيص مدرسة قائمة بذاتها للصم بمدينة زفتي دون جدوي !!
والحلول بسيطة وممكنة إذا خلصت النوايا لدي المسئولين بمديرية التربية والتعليم بالغربية كأن يتم تخصيص أي قطعة أرض أملاك دولة من مجلس مدينة زفتي لهذا الغرض ، أو باقتطاع جزء من فناء مدرسة علي بن أبي طالب للتربية الفكرية بزفتي وتخصيصها لنفس الغرض .
أما سرية عبد القادر إبراهيم والدة الطالبة مريم علي مسعد محمد إبراهيم بالصف الثامن الابتدائي فإنها تثني علي مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بزفتي والتي بها ابنتها تدريساً وإدارة علي الرغم من ضعف الإمكانيات والإهمال من مديرية التربية والتعليم بالغربية لأبنائهم ، وتضرب مثلاً لذلك بأن المديرية غير مهتمة بتدعيم المدرسة بمزيد من المهن والحرف التي يتدرب عليها أولأولاد – بحكم أن الإعدادي الخاص بهم مهني فقط – ولا يوجد بالمدسة سوي تدريب علي مهنتي صناعة الملابس الجاهزة والزخرفة ، ولا يوجد حتي أية متابعة من المديرية لقسم الزخرفة .
وتقول همت بدوي يوسف والدة الصغير محمد هاني سمير عبدون بالصف الثامن الابتدائي : أولادنا يحتاجون رعاية أكثر من الدولة ومن مديرية التربية والتعليم بالغربية خاصة ، تنفذاً لتعليمات السيد الرئيس فهم بحاجه إلي مدرسة مستقلة مجهزة بأحدث الوسائل مثل غرف سمعيات حديثة الأجهزة ومعمل وجرس ضوئي داخل الفصول .. الخ .
أما حنان رمضان الشرقاوي والدة الطالب ياسين رضا فاروق الشرقاوي بالصف الأول الابتدائي وإيمان هاني فوزي والدة الطالب أحمد رمضان ياسر بالصف الرابع الابتدائي تؤكدان علي صعوبة المناهج التي يدرسها الصم لأنها نفس المناهج التي يدرسها الأسوياء دون تمييز .
أما محروس حامد أبو القمصان والد الطالبة رحمه بالصف الثامن الابتدائي فيقول بمرارة : نحن لا نعترض علي قضاء الله في إعاقة أولادنا ولكننا نبذل الكثير من المال والوقت والجهد ، نُحضر أولادنا في الصباح مع بداية اليوم الدراسي ونعود لنستلمهم في آخره ونلازمهم في كافة انتقالاتهم وتحركاتهم ، ومعظم الأهالي وأولياء الأمور من قري وكفور تابعة لمدينة زفتي ويشق عليهم ذلك ويعانون أشد المعاناة مع أبنائهم مما يجعلهم يحجمون عن استكمال تعليمهم بالثانوية الخاصة بهم في أي مدينة أبعد من مدينة زفتي ، بل إن الكثير منهم يمتنعون عن تعليم أبنائهم الصم من البداية توفيراً للنفقات .
وقد تجاذبنا أطراف الحديث – عبر لغة الإشار بوسيط مترجم من الأهالي – مع عدد أخر من التلاميذ من أبناء مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بزفتي هم : محمد صبحي حسين بالصف الثاني الابتدائي ولبني عبد العزيز سند بالصف الأول الإعدادي ومنة عبد الله بيومي محمود ابراهيم بالصف الرابع الابتدائي ونيرمين عبد الحميد محمد تمراز وأمل عبد الرازق عبد السلام ضبع وأسماء رضا عبد المنعم ويحي محمد مصلحي السيد عبد الحافظ بالصف السادس الابتدائي ووليد تامر عبد الموجود عبد القادر عوض وشهد علاء جوده السيد عبده بالصف السابع الابتدائي ، وعلمنا من خلال الحوار معهم بوجود المتميزين من بينهم في التمثيل المسرحي والرسم والرياضة والمتفوقين دراسياً . وعلي الرغم من الإعاقة وصعوبة الحياة بالنسبة لهم لم يخلو اللقاء معهم من روح الدعابة وخفة الظل التي يتمتعون بها .
واللواء الإسلامي من جانبها تضم صوتها إلي صوت أبنائنا من الصم وضعاف السمع وذويهم في ضرورة أن يتم تخصيص مدرسة مستقلة لهم أسوة بمثيلاتها في مدن السنطة والمحلة الكبري وطنطا حماية لهم من التسرب من التعليم وحرصاً علي مستقبلهم وحتي يكونوا مواطنين صالحين في مجتمع لا يميز بين أبنائه بسبب الإعاقة أو الظروف الاجتماعية أو لأي سبب آخر .