ads
رئيس التحرير

السوشيال ميديا بين الإنحدار بالمجتمع والتحليق به

الخميس 23-07-2020 23:00

بقلم: سيد السنوطي

بين منشور وآخر أصبحت السوشيال ميديا تتحكم في قضايانا واهتماماتنا، حيث انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد، فما الذي تعنيه السوشيال مديا ؟
وما هي إيجابياتها وسلبياتها ؟

 ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح "السوشيال ميديا" والذي بات يتردد علي الألسنة بين الحين والآخر، فكلمة السوشيال ميديا هي كلمة أجنبية والتي تترجم إلي "مواقع التواصل الإجتماعي"، والذي يشير إلى كل مواقع الويب الموجودة على شبكة الإنترنت، والتطبيقات التي صُممت خصيصاً ليتشارك الأفراد عبرها الصور ومقاطع الفيديو والصوت والآراء بطريقة حيوية، وأشهر هذة المواقع (فيسبوك ، توتير ، انستجرام ، واتساب ، لينكيد إن ) ويعتقد البعض أن هذة المواقع تختص بالهواتف الذكية فقط ، وهو اعتقاد خاطئ حيث بدأت مواقع التواصل الاجتماعي مع أجهزة الحاسوب وامتدت إلى أن طال انتشارها الهواتف الذكية وأصبحت جزءاً رئيسياً في حياة الأفراد اليوم .

وبحسب دراسة أجريت في أمريكا فإنّ سبعة من كل عشرة أشخاص يستخدمون هذه المواقع، ويتفاوت آثارها بين الأفراد والأشخاص كلٌ حسب استخدامه، فهي سلاح ذو حدين تؤثر بالإيجاب مرة وبالسلب مرات، ومن إيجابيات مواقع التواصل القدرة على الإتصال مع الآخرين بسهولة في جميع  أنحاء العالم، حيث يُمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقةٍ سهلة، وذلك من أيّ مكان، وفي أيّ وقت، البقاء على اطلاع على جميع الأخبار والأحداث العالمية الآنيّة، فلم يعد العالم بحاجة لقراءة الصحيفة الورقية اليومية أو انتظار نشرة الأخبار لمعرفة ما يحدث حول العالم، كما أنها مفيدة لرجال الأعمال في تسويق منتجاتهم وتوسيع أعمالهم عبر استخدام هذه المواقع، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منصة ترفيهية للجميع، فبإمكان الجميع مشاركة ما يعجبهم من صور وأحداث والتفاعل معها، ورؤية ما يشاركه الأصدقاء عبر صفحاتهم .

 وكما أن لكل زهرة أشواك ، فمواقع التواصل الإجتماعي تمتلك أشواك مدببة؛ حادة ومسمة، تمرض كل من يقترب منها، فهي كالمرض الذي لا شفاء منه، فالذي يتعمق في أنسجتها يصبح لها مدمن، ويظل عليها عاكفا، فتغير من شخصه وتتحكم في عقله، بالضبط كرجل الدُمي يحرك  دميته كما يشاء، فتؤدي إلي العزله والإنطواء علي الذات، فيصبح التفاعل الحقيقي بين الأفراد شئ لا رغبة فيه، كما تؤمّن المواقع إنفتاحاً زائداً يؤدي إلى نشر قيم جديدة مخالفة لما اعتاد عليه المجتمع من عادات وتقاليد تشكّل هويته، وتستنزف الوقت فيما لا يفيد، وفرط الإستخدام يؤدي إلى إضطرابات في الدماغ والشخصية والشعور بالقلق والإكتئاب وتدني في احترام الذات، وتخترق خصوصية الأفراد عبر العديد من الممارسات الإعلانية، كما تسمح مواقع التواصل الاجتماعي للمجرمين بارتكاب الجرائم والترويج لها.

وتحت مسمي "التريند" الذي لطالما ركض وراءه رواد السوشيال ميديا وهم يلهثون ، أصبحت السوشيال ميديا غير مملة البته، فقبل أن يختفي واحد يظهر آخر، فأمست تلعب دوراً في تشكيل الرأي العام، في النهاية ... لم يتوقع أحداً أن هذا العالم الوهمي سيصل إلي ما قد وصل إليه الآن .
ads

التعليقات مغلقة.