لغة الدين
الجمعة 24-07-2020 16:14
بقلم/ عبير مدين
كنت أتعجب وأنا أسمع الدول العربية الشقيقة التي سقطت في قبضة الاحتلال الأوروبي، وهي تتحدث لغة الاحتلال بسلاسة حتى أن بعضهم نسي اللغة العربية، والبعض يجد صعوبة وهو يتحدث بها.
كنت أقول لنفسي، عظيم هو المصري فقد حافظ على هويته على مدار سنوات الاحتلال البريطاني، بل حافظ على هويته على مر العصور، تعرضت مصر طوال تاريخها لـ 26 احتلال أثرت على هوية المحتل ولم تتأثر هي، حتى أن بعضهم عبد آلهة المصريين ولبس مثلهم.
وفي غمرة سعادتي كان سؤال يداعب خيالي.. أين ذهبت الهيروغليفية؟، ولماذا لم نحافظ على لساننا المصري القديم؟،
عقب دخول الديانة المسيحية إلى مصر، فُرض على المصريين استخدام الحروف اليونانية، ومع الوقت اختفت اللغة المصرية القديمة ولم تعد تستخدم، وأصبح هناك شبه حاجز كبير بين المصريين وبين تاريخهم الفرعوني، حيث باتوا عاجزين عن فهم الرسومات المدونة على جدران المعابد والمقابر المنتشرة في ربوع مصر.
ومع دخول الإسلام مصر واعتناق معظم أهلها الإسلام، استخدم القبطي اللغة العربية حتى أصبحت اللغة الرسمية، وأصبح هناك حاجز بين المصريين واللغة اليونانية تلك التي أجادوها يومًا.
فمصر تتحدث لغة الدين.. تحدثت بلغة المعابد الفرعونية.. تحدثت بلغة المسيحية والإسلام.
دائمًا وابدًا ننطق بلسان الدين السائد وبكل حب.