بقلم : عبير مدين

هل قرات موضع يدور حول موضوع الحب ثم عشته في الواقع ….هل صادفك ارتياحك لشخص من أول مرة تراه وأحيانا ارتياحك لإنسان أو لكاتب لو أديب دون أن تراه، كثير من الظواهر تشير لتلاقي الارواح.

وقد فسر العلماء ذلك بانه يوجد في الدماغ خريطة تسمي بخريطة الحب، تقوم هذه الخريطة برسم المواصفات للشخص الذي أمامك وإمكانية إتخاذه لك صديقا، أو حبيبًا.

ولكني والله أعلم بذلك أن لهذا الامر تفسير أعظم من ذلك، ويشير الدين إلى هذا الموضوع، لأنه سبحانه عرف ذاته للأرواح بنعوته فعرفها بعض بالقهر والجلال وبعض باللطف والجمال وبعض بصفات أخرى ثم استنطقها بقوله {ألست بربكم}، ثم أوردها في الأبدان.

ومن ألسنة النبوية الشريفة
عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها أختلف).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

قد تعيش طول حياتك مع إنسان في بيت واحد
ثم تكتشف للأسف بعد سنوات طويلة انك لا تعرفه أبدًا!!

الإنسان الغريب ليس هو الإنسان الذي لم تقابله من قبل إنما هو الإنسان الذي قابلته ولم تعرفه وتحدثت معه ولم تفهمه وعشت معه فازددت به جهلا !!

قد ترى إنسان تختلف عنه في كل شيء وبعد دقائق من اللقاء تذوب كل هذه الفوارق وتختفي ، وتحس انك تقرب منه ويقرب منك فكرًا أو مسافة أو شعورًا وفهمًا، تسمع الكلمة قبل أن ينطق بها!!

تضحك لمقولة لطيفة قبل أن يقولها، تقتنع بالرأي قبل أن يشرحه، ثم لا تصدق عينيك إن هذا أول لقاء بينكما لا يمكن .!!

لقد رأيت هذا الإنسان في عالم قبل هذا العالم
فالأرواح تتصافح قبل الأيدي والعيون.

قد تجد شخصا لا يشبهك بمظهرك الخارجي وربما قد تستبعد أن يكون بينكم تشابه، ثم تعجب عندما تجد انه يشبهك من داخلك شبهًا مذهلًا فيه مزاياك وله عيوبك .له ميولك!

يحب ما تحب ويكره ما تكره يشاركك الرأي في الناس والأحداث والأفكار، وكأنه ظلالك وأجمل شيء في الحياة أن تجد من يفهمك !

من تسعده كلمة منك وكأنها أجمل العبارات

إن كل إنسان له شبيه روحي .. أو نظير روحي