تعّرف على سيناريو أعظم مباراة نهائية في تاريخ كرة القدم “نهائي الأبطال 2004/2005”
الثلاثاء 28-07-2020 14:48
كتب: مصطفى حسن
لن ينسى عشاق كرة القدم عامة ومشجعوا ليفربول خاصة، تلك الليلة التاريخية التي شهدتها مدينة إسطنبول، حين قلب ليفربول الطاولة على ميلان بعد أن سجل فيه ثلاثة أهداف خلال ست دقائق، رغم تأخره في شوط المباراة الأول بثلاثية نظيفة، ليتوج “الريدز” بلقبهم الأوروبي الخامس في تلك الليلة التي ستبقى خالدة في أذهان عشاق الكرة الأوروبية، بفضل ركلات الترجيح، وبعد أن وصل ميلان وليفربول إلى النهائي الأول الذي يجمعهما عبر تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا، كانت الأنظار كلها تتجه إلى اسطنبول، وإلى ملعب”أتاتورك” تحديدًا.
وكانت كل الترشيحات تصب في مصلحة ميلان، الذي كان يمتلك فريقا لا يقهر، كما أقصى أقوى الفرق الأوروبية في طريقه نحو النهائي، فقد أخرج مانشستر يونايتد في دور ال 16، وإنتر ميلان في ربع النهائي، وآيندهوفن الهولندي في نصف النهائي، ومن الجانب الآخر، أخرج ليفربول باير ليفركوزن الألماني من دور ال16، ويوفنتوس من ربع النهائي، ومواطنه تشيلسي بصعوبة في نصف النهائي لتلك النسخة.
قليلون توقعوا أن يذهب اللقب من “الروسونيري” في تلك الليلة، فليفربول لم يقدم أداء مقنعًا في البطولة كما أنه لا يمتلك ترسانة قوية من اللاعبين بإمكانها الصمود أمام نجوم الميلان الكثر.
بدأ ميلان المباراة بتشكيلة ضمت كل من نيلسون ديدا في حراسة المرمى وكافو وباولو مالديني وأندريه شيفشينكو وجينارو جاتوزو وهيرنان كريسبو وألساندرو نيستا وكلارينس سيدورف وأندريا بيرلو وريكادرو كاكا وياب ستام، بقيادة المخضرم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وبدأ “الريدز” بتشكيلة ضمت جيرزي دوديك في حراسة المرمى وستيف فينان وسامي هيبيا وميلان باروش وجون أرين ريزه وهاري كيويل وستيفن جيرارد ولويس جارسيا وتشابي ألونسو ودجيمي تراوري وجيمي كاراجر بقيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز.
أطلق الحكم الإسباني “مانويل ميخيتو جونزاليس”، صافرة البداية، ولم تمض سوى ثوان قليلة، حتى سجل القائد العظيم لميلان، الإيطالي باولو مالديني، الهدف الأول لفريقه، وصاح قائد ليفربول، “ستيفن جيرارد” بلاعبيه، “لم يحدث شيء، هيا يا رجال”، لكن فريقه تلقى الهدف الثاني عند الدقيقة 39 عبر المهاجم الأرجنتيني” هيرنان كريسبو”، قبل أن يستقبل الليفر الهدف الثالث عبر كريسبو نفسه عند الدقيقة 44، لينتهي الشوط الأول بثلاثية نظيفة للميلان.
خرج لاعبو الفريق الإيطالي وهم في سعادة غامرة، لم يصدقوا ما حدث، إنها ثلاثية نظيفة في شوط واحد، ظنوا أن الأمر قد حُسِم ولم يعلموا ما الذي ينتظرهم في شوط المباراة الثاني.
فى المقابل، كان الإحباط يسيطر على لاعبي ليفربول فقد قال المدافع الإنجليزي “جيمي كاراجر” لزملائه في غرف تبديل الملابس “لنتماسك ونخسر بخماسية نظيفة”، لكن جيرارد وبينيتز كان لهما رأي آخر، إذ قام المدرب الإسباني باستبدال” “فينان” بالألماني” ديتمار هامان”، من أجل إيقاف” كاكا”، وغير طريقة اللعب إذ أصبح يلعب بثلاثة مدافعين ليقوم “جيرارد” بدور هجومي.
دخل لاعبو الفريقين على أنغام غناء جماهير ليفربول “لن تمضي وحدك أبدا”، فكان لهذه الاغنية مفعول السحر على اللاعبين، فقد سجل الفريق الإنجليزي الهدف الأول عبر” جيرارد” عند الدقيقة 54، قبل أن يضيف البديل التشيكي “فلاديمير سمايسر” الهدف الثاني عند الدقيقة 56، ويضيف الإسباني”تشابي ألونسو” الهدف الثالث عند الدقيقة 60.
تسرب الشك إلى نفوس لاعبي الميلان، في الوقت الذي أخذ فيه لاعبو ليفربول جرعة معنوية كبيرة جدًا، فقد حققوا معجزة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين من الجماهير الإنجليزية، ولكن المهمة لم تنته بعد، عليهم أن يحافظوا على النتيجة ويذهبوا بالمباراة إلى ركلات الترجيح، وهذا بالفعل ما حدث، بينما كان اللاعبون يستعدون لتسديد ركلات الترجيح، طلب كاراجر من الحارس البولندي دوديك أن يقوم بحركة “السباجيتي”، وهي تحريك قدميه ويديه بسرعة قبل تسديد لاعبي الميلان للكرة لتشتيت تركيزهم.
قام “دوديك” بما طلبه “كاراجر”، وبدأت ركلات الترجيح، فأضاع البرازيلي” سيرجينيو” الركلة الأولى للميلان، قبل أن يسجل “هامان” لليفربول، ويضيع “أندريا بيرلو” للميلان، ثم يسجل “دجبريل سيسيه” لليفربول، قبل أن يسجل “توماسون” لميلان، ويضيع “ريزة” لليفر، ويسجل “كاكا” لميلان و”جارسيا” لليفربول، قبل أن يتصدى “دوديك” لركلة “شيفشينكو” الأخيرة، ويتوج ليفربول باللقب الثمين.
لقد ترك هذا اللقب أثرًا كبيرًا في نفوس مشجعي ليفربول، فقد اعتبرت هذه المباراة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كرة القدم، كما اعتبرها الكثيرون أفضل مباراة نهائية فى تاريخ دوري أبطال أوروبا، كما أكد الليفر زعامته للكرة الإنجليزية أوروبيًا برصيد خمسة ألقاب متفوقا على اليونايتد بلقبين.