بقلم: خالد عبدالفتاح-باهر ماجد

يعتبر التعليم الفني في أي من دول العالم هو المصدر الرئيسي لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة حرفيًا، والتى تلعب دورًا هامًا في تنمية البلاد، ويحظى هذا النوع من التعليم بأهمية كبرى فى معظم الدول المتقدمة والتى أيضا فى دور التنمية، سواء من حكوماتها أو من المجتمع الصناعي والتجاري والذي يهمه الحصول على عمالة متعلمة ومدربة.

وبالرغم من ذلك فطلاب التعليم الفني في مصر يعانون من قلة الاهتمام بهم تعليميًا، وعدم المساواة بينهم وبين طلاب الثانوي العام، ونظرة المجتمع المتدنية لهم، وعدم قدرتهم على الالتحاق بكليات قمة مثلهم مثل طلاب الثانوي العام، سنعرض تلك الشكاوى والمشاكل التي تواجهم في مسيرتهم التعليمية على النسق التالي:

عبر الطالب محمود السيد أحمد، أحد طلاب التعليم الفني بمحافظة الإسكندرية عن المشاكل التي تواجه التعليم الفني والمتطلبات التي يريدها في الآتي:”وجود تنسيق خاص بهم لا يرتبط بتنسيق الثانوية العامة، وبالرغم من الدراسة بنظام الخمس سنوات، فلا يتاح لهم سوى كلية الهندسة، وكلية التعليم الصناعي، بشرط حصول الطالب على مجموع كبير، على النقيض يحق لطالب الثانوي العام الاختيار من أكثر من كلية وبمجموع أقل.

وعبر “محمود” عن مدى استياءه من صعوبة الامتحانات هذا العام، وأنها تفوق مستوى الطالب المتوسط والمتفوق، كنوع من انتقام الوزارة لهم؛ لتعجيزهم من الالتحاق بكليات القمة، ما يسمى ب “سياسة الجامعات”، وهذة السياسة تتم داخل كنترول التصحيح، بالإضاقة إلى إغلاق كلية التربية للتعليم الصناعي التابعة للمحافظة نفسها دون معرفة السبب وراء ذلك.

وأضاف “محمود” قائلًا:”لما اكون جايب 87% ومافيش اي كلية تقبلني ده يبقى ظلم ولا مش ظلم رغم إن طالب الثانوي العام لما بيجيب 70% بيدخل كليات حكومي وبتكون داخل المحافظة بتاعته”.

وجاءت من بعده دينا الشحات، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الهندسة؛ لتعبر عن المشاكل التى تواجه طلاب الثانوي الفني في الآتى ” عدم تأسيس الطالب في المواد مثل الرياضيات والفزياء والكمياء والميكانيكا….ألخ، وبالتالي القضاء على مبدء تكافؤ الفرص بينه وبين طالب الثانوي العام، وفي حالة عدم قيام الطالب بتقوية نفسه في اللغات “الإنجليزية-والفرنسية”، فيكون الطالب مجبرًا بالتحويل من الكلية”.

وعبرت “دينا” عن معاناة طلبة التعليم الفني في عدم التواصل المستمر بين الطلبة والمصانع؛ لأن تلك المدارس لا تتيح للطلاب الدراسة العملية سوى في المعاهد، بالإضافة إلى قصر تلك الفترة، وأنها غير كافية لتكون تطبيق عملي للدراسة النظرية.

وعلى غرار ذلك تأتي الطالبه شهندة سعيد، أحدى طالبات الثانوي الفني؛ لتعبر عن المشكلات التي تواجها كطالبة ثانوي فني، وتلك المشكلات كامنة في عدم توفير كم كافي من الكليات للاختيار من ضمنها، وطالبت بالمساواة بين الثانوي الفني والثانوي العام، وتغير نظرة المجتمع لطلاب الثانوي الفني.

وأردفت “شهندة” قائلة:’احنا من حقنا ندخل كليه زي الثانوية العامة بالظبط، حقنا ضايع في البلد ومعتبرنا ملناش حق اصلا حتى في الكليات ملناش حق.

“اعرفوا إن احنا عندنا مواد اكتر من ثانوي” هكذا عبرت الطالبة تسنيم عبدالفتاح عن المعاناة التي تواجهها كطالبة ثانوي فني، وبالرغم من كثرة المواد فمعظمهم يستذكر دروسة رغبة في الالتحاق بالكليات، وأنها تركت مدرستها الثانوية والتحقت بالمدرسة التجارية خوفًا من تعرضهم للظلم في الثانوي العام.

وناشدت الطالبة بخفض التنسيق والاهتمام بشعبة التعليم الفني فهو مساوِ ولا يقل أهمية من الثانوي العام.

في الوقت نفسه طالبت مها دياب، طالبة الثانوي الفني، بخفض التنسيق، لأن “الورشة، والرسم” قادرة على خفض المجموع، فلا يستيطع الطالب تجاوز ال90%، حتى لو حصلوا على الدرجات النهائية في المواد النظرية، وفي تلك الحالة يلجأ طلاب الثانوي الفني بالالتحاق بالمعاهد أو القيام بعمل “معادلة” للالتحاق بكلية الهندسة، معللة ذلك بقولها:”عندنا مواد اكتر منهم يعني احنا المفروض يكون لينا كليات أحق منهم ومجموعها كويس”، وطالبت بالاهتمام بالتعليم الفني.

“احنا مش تعليم قليل ومدرستي واخده من 265 هذا العام يعني اضعاف ثانوي عام” هكذا عبر الطالب معاذ احمد، طالب الثانوي الفني بمحافظة الإسماعيلية، غاضبًا بسبب الموقف الهزلي وعدم الاهتمام بالتعليم الفني اثناء تأدية امتحان مادة الوسائط، فجاء ملخص شكاوه في الأتى:

اولًا: اثناء قيامنا يوم 9/8/2020 لاداء امتحان مادة منظومات الوسائط المتعددة فوجئنا بقيام السادة المراقبين بتوزيع اسئلة مادة غير المادة المقررة علينا والخاصة بشعبة منظومات والتي لا تمس لما درسناه من قريب او بعيد مع العلم ان ايضا شعبه منظومات أدت امتحان هذه ماده من قبل.

ثانيًا: اعترضنا علي ذلك وحضر رئيس اللجنه بالمدرسة واخبارنا بانه اخطر المسئولين بوزارة التربية والتعليم الفني بهذا الخطأ الجسيم وان الوزارة اخطرته بالغاء الماده ومنح الطلاب الدرجة النهائية

ثالثًا : حفاظًا على حقنا نحن طلاب شعبة المنظومات والبرمجيات قمنا بعمل محضر اثبات حاله ب قسم ثالث بالاسماعيلية وسجل ب رقم اداري 2743 لسنة 2020 وذلك عن هذا الخطأ الجسيم الذي تسبب به لنا المسئولين بوزارة التربيه والتعليم الفنى

رابعا : يعتبر هذا الخطأ الجسيم هو الثاني الذي حدث لنا من قبل في أداء امتحان مادة النمذجة قاموا بوضع السؤال الثاني نقطة أ من كتاب غير مقرر ومعتمد لنا حيث ان هذا المنهج المقرر لنا موجود بملزمة المدرسة والمعتمده من الموجه العام ويعتبر المرجع الرئيسي لنا في المذاكرة واخطرنا الموجه العام بما ورد في هذا السؤال وافاد الموجه العام بانه اخطر المسئولين بالوزارة بهذا الخطأ وانه سيتم الغاء السؤال وسيتم توزيع دراجاته علي باقي الاسئلة.

وقال متهكمًا:”لحد الان الوزير متكلمش على اللي حصل ودا مستقبل مئات الطلاب، ودا لو كان في ثانويه عامه كانت دنيا انقلبت بس معني كده ان التعليم الفني ملوش لازمه هنا.. ياريت حد يحس بينا”.